منوعات

من إعجاز قوله : ” أف ” في قوله : ” فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ”

دلالة إعجازية معنى وصفات

كتب د/حربي الخولي
قال تعالى :” وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ” فنهى الله الابن من التأفف من أي شيء يراه أو يفعله الوالدان معه. والملاحظ اختيار الله للفظ ” أف ” للتعبير عن أدنى شيء ممكن يقوله الابن لوالديه في موقف ضيقه منهما، فهنا نجد أن لفظ ” أف ” هو اسم فعل مضارع بمعنى “أتضجر” أو “أتبرم”، فلجأ الله لاسم الفعل لصغر بنيته عن الفعل وثباته، “فأف” أقل في البنية من “أتضجر” وأثبت في الزمن ؛ مما يوحي بعدم قول أدنى شيء يضيق الوالدين أو فعل أقل شيء يضايقهما، كما نجد أن “أف” حرفها الدلالي الأصلي هو حرف الفاء، ويعد حرف الفاء من أضعف حروف اللغة العربية المجموعة في قولهم ” فحثه “، فيأتي الفاء على رأس الحروف الأربعة الأضعف في اللغة العربية، وأما الحرفُ الأقوى : فهو الذي يكون جميع صفاته قوية، وذلك لا يوجد إلا في حرف واحد وهو : الطاء، فقط. فكان الإعجاز في استخدام أضعف حرف من ناحية الصفات ليدل على النهي عن أضعف قول أو فعل يرد به الابن على والديه في أي موقف، فالمولى عز وجل نهانا عن الأضعف، فما بالك بالقوي والأقوى؟ فكيف اتفق استخدام الكلمة لمعناها المراد وهو التضجر وبنيتها الصغيرة ، مع صفة الحرف وهو الضعف، تلك التي لا يعرفها سوى اللغويون المتخصصون للدلالة على أقل وأضعف الأقوال ؟ سبحان من كان هذا كلامه والله أعلى وأعلم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى