هل أتت الحرب ثمارها؟!!

من السهل أن توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار بين لحظة وأخرى بعد أن اتت الحرب ثمارها وحققت أهدافها من الغارات التي شنتها على إيران
قتلت قادة الجيش والمخابرات والحرس الثوري الإيراني، واغتالت العلماء النوويين المشرفين على برنامجها النووي، قتل عدد من المدنيين وتدمير مساكنهم، ودمرت المنشآت النووية الإيرانية التي على سطح الأرض دمرت أحد مصافي النفط بأكبر حقل في إيران والعالم والذي يمد المواطنين الإيراني بحوالي ٦٠٪ من اختياجاتهم من الطاقة
أما المنشآت النووية التي تحت الارض فمن السهل تعطيلها لسنوات والاتفاق على تفكيكها مقابل بقاء النظام الملالي لذا يلزم الإبقاء على حياة خامنني الذي كان من السهل اقتناصه كما اقتنصوا هنية في سريره في قلب طهران وسط حراسة الحرس الثوري الإيراني
في اعتقادي أن مكاسب إسرائيل أكثر بكثير من مكاسب إيران، وخسائر ايران أكثر بكثير من خسائر إسرائيل التي سرعان ما ستعوضها من حسابات بعض الدول
والمكسب الوحيد الذي ينتظره سكان المنطقة أن تحدث هجرة عكسية لسكان الكيان
خسارة إسرائيل وإيران مكسب لمصر و خسارة إيران تهديد لاستقرار مصر وأمنها القومي سوف تتفرغ إسرائيل لمحاولة إسقاط جيش مصر بدعم بعض دول المنطقة في وقت لن يتحمل فيه المواطن المصري اعلان طوارئ واقتصاد حرب.
وفي اعتقادي أن ايران لم تجيد استخدام نقاط قوتها خشية الضغط الدولي وخشية توقيع عقوبات اقتصادية جديدة عليها وخشية أن يلقى النظام الملالي مصير صدام حسين أظن أن اللعبة على وشك الانتهاء.
كما أن الحرب اتت ثمارها بالنسبة للدول التي كانت تراقب الأنظمة الصاروخية والدفاعية لكلا الجانبين سواء كانت الدول المصنعة أو الدول المستهلكة التي قد تغير مصادر شراء أسلحتها بعد دراسة أوجه القصور و التفوق.
للحروب نتائج معلنة ونتائج خفية يظل القادة العسكريين والخبراء يدرسونها ربما لسنوات.
سوف ننتظر وسوف يدلي كل منا بدلوه معبرا عن رأيه ووجهة نظره وفق البيانات والمعلومات المتاحة في الوقت الحالي والأيام بيننا.
عبير مدين
كاتبة وروائية مصرية