مدونات عرب بوست

يا كريم.. اهدى الحريم!!

 

لا يحملني أحد على الكتابة عن أحد نفسي فقط هي ما تحدثني وأنا أستمع إليها وأوجه مسارها ومساري.. تبدو هذه مشكلة لأنني ربما تجاهلت أحداثا عظيمة وشخصيات ينظرون إليها نظرة خاصة لكنى حتى الساعة ما زلت معتكفا في محراب نفسي..

أسوق هذه المقدمة لأن ما أكتبه يفيدني أنا أكثر من غيري؛ إذ ليست لدي رفاهية الاختيار هنا لتجاهل ما حدثتني به نفسي ومن ثم يخرج كلامي مفعما بمشاعري وأحاسيسي دون تجمل.

عم لطفي.. آه .. الله يرحمك يا عم لطفي.

حتى الآن لم أحدث نفسي أنه فارقنا ربما لأن الحدث لم يمض عليه سوى يومين أو ثلاثة.. لا أكاد أصدق رغم أنني غسلته .. لا أصدق أنني لن أراه وهو يمر بشارعنا وينادي علي رايح فين يا شيخ عفريت؟ فيضحك ويضحكني، ولا أكاد أصدق أنني لن أراه يمر في الشارع ويقول بصوت يسمعه الجميع: يا كريم فيجيبه كل من يسمعه: ابعت ورق سليم.

هذه باختصار علاقته بالناس مزاحه الذي لا ينقطع يعرفه الصغير قبل الكبير الكل يجلّه ويحترمه، عانى كثيرًا في صباه ولم يزل حتى أخريات حياته منشغلا بدقائق الأمور، كأنه يستكثر على نفسه الراحة.

عم لطفي يشاركنا أفراحنا وأتراحنا ومناسباتنا فهو منا ليس بعيدا عنا يهتم بأمورنا ينصحنا ويوجه خطواتنا ويسعد كل السعادة بما يسعدنا ويحزن لحزننا، فهو والد لنا جميعا.

لديه قدرة خارقة وصبر لا مثيل له على إصلاح أي شيء تعلمت منه الكثير وكان لي مثالا في هذا الباب.

على جانب آخر -لم يعلمه الكثيرون -كان منشغلا بأحوال مصرنا وقضايا أمتنا يتابع عن جد كل جديد ويحلل وربما يسألني أو يسأل غيري ليقف على حقيقة الأمر حتى داهمه المرض بلا استئذان فلم يضجر ولم يسخط متحاملا متحديا حتى خارت قواه فظل معتكفا في محرابه لم يشأ أن يراه الناس ضعيفا لأنه قوي في نظر الجميع، ولاحزينا فهو فاكهة شارعنا.. ظل على هذا حتى ناداه الأجل فلبى نداء ربه صابرًا محتسبًا. رحمه الله وغفر له .

د. محمد جمال

كاتب وصحفي مصري

 

alarabicpost.com

موقع إخباري عربي دولي.. يتناول آخر الأخبار السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية، إضافة إلى التحقيقات وقضايا الرأي. ويتابع التطورات على مدار 24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى