معركة ” الفردان ” .. وحكاية أسر القائد الإسرائيلى ” عساف ياجورى “
ملحمة النصر ( ٤ )
تعد معركة ” الفردان ” من أبرز معارك حرب أكتوبر المجيدة فيها تم تدمير أقوى حصون خط بارليف ، وفيها تم تدمير أكثر من ٧٥ دبابة إسرائيلية وفيها تم أسر عدد من عناصر جيش العدو كان على رأسهم القائد الإسرائيلى ” عساف ياجورى ” وكان فى ذلك الوقت برتبة مقدم وليس عقيد كما يتردد خاصة فى الأفلام السينمائية.
تمكنت القوات المصرية من دك الحصون المنيعة فى منطقة القنطرة شرق التى كانت توصف بأنها أقوى حصون خط بارليف، فيما استمر القتال فى معركة القنطرة شرق ومحاولات هدمها يومين كاملين فى 7و8 أكتوبر.
مساء يوم 8 أكتوبر، استطاعت الفرقة 18 مشاة، هدم حصون الاحتلال وتحرير مدينة القنطرة شرق، بينما جرى القتال داخل وخارج منطقة القنطرة وفى شوارعها، حتى أعلنت قوات الاحتلال استسلامها، وتم أسر عدد كبير من أفراد الاحتلال، وإعلان تحرير المدينة بالكامل.
ومع انطلاق لحظة الصفر ظهر يوم السادس من أكتوبر، بدأ تنفيذ عملية تحرير القنطرة شرق، وكانت فرقة المشاة المكلفة بتحرير القنطرة شرق وفى قلبها مدينة القنطرة شرق التى يقودها العميد «فؤاد عزيز غالي» ترصد ما يجرى على الضفة الشرقية فى قطاع الفرقة ومسرح العمليات المنتظر لعمليات الفرقة فى القنطرة شرق؛ حيث كانت أمام الفرقة 7 نقاط حصينة لخط بارليف فى المسافة المواجهة للفرقة، وتبلغ 37 كيلومترا بينما مواجهة مدينة القنطرة شرق تبلغ 18 كيلومترا وتحميها 4 نقاط حصينة قوية ويبلغ عمق مسرح العمليات 15 كيلومترا، وهى المسافة التى تحميها قوات الدفاع الجوى ضد أية هجمات جوية إسرائيلية رغم ما تدعيه القوات الإسرائيلية من خطورة الذراع الطويلة لقواتها الجوية.
بدأت فرقة المشاة المكلفة بتحرير القنطرة شرق بقيادة العميد «فؤاد عزيز غالي» فى اقتحام وعبور القناة، وجاءت البشرى سريعة فى الساعة الخامسة و10 دقائق مساء يوم 6 أكتوبر بفتح وتمهيد أول ممر أو فتحة فى الساتر الترابى شرق القناة فى مواجهة الجيش الثانى الميدانى فى نطاق فرقة المشاة المكلفة بتحرير القنطرة شرق ليبدأ بعدها إقامة الكوبرى المواجه لها.
وتوالى بعدها فتح الثغرات وبدء تركيب كبارى العبور فى نطاق الجيش الثانى الميدانى وفى نطاق الجبهة كلها ورغم تدمير الكوبرى الذى تم تركيبه أمام القنطرة شرق، فقد قامت وحدات الفرقة بالعبور على المعديات، وكان لديها على الضفة الشرقية للقناة ليلة 7 أكتوبر وحتى صباح يوم 7 أكتوبر ثانى أيام المعركة لواء مدرعات لحق بوحدات المشاة التى عبرت على المعديات والقوارب المطاطية والمركبات البرمائية.
وفى الوقت الذى كان يتم فيه فتح الثغرات وإقامة الكبارى كانت قوات فرقة المشاة التى يقودها العميد «فؤاد عزيز غالي» تعبر القناة وتنفذ الخطة الموضوعة «الهجوم بأكبر سرعة ممكنة» على مدينة القنطرة شرق بالمواجهة وبكل القوة الضاربة المخصصة للمهمة دفعة واحدة للهجوم على القوات الإسرائيلية بالمدينة وما حولها وبمواجهة 18 كيلومترا ومهاجمة النقط الحصينة التى تحمى مدينة القنطرة شرق.
كان «عساف ياجوري» برتبة مقدم حينما قاد الكتيبة ١١٣ التابعة للواء ٢٧ (لواء نيتكا)، وقد مرت كتيبته على «كمين رمانة» لكن أفراد الكمين المصرى لم يتعرضوا لها، وخلال معركة الفردان أصيبت دبابة ياجورى واضطر لإخلائها مع باقى أفراد الطاقم واتجه نحو حفرة ليحتمى بها، لكنه وقع فى الأسر على يد المقدم فاروق فؤاد حسن سليم من ضباط الصاعقة، وقامت إسرائيل بنفى واقعة أسر ياجوري
اضطر القيادة المصرية لتسجيل لقاء إذاعى مع ياجورى لتفنيد النفى الإسرائيلي، وعقب الحرب نشرت الصحف الإسرائيلية تفاصيل أسر ياجورى ومعاملته خلال الأسر، ونشرت صورة لدبابته يقف بجوارها العميد «حسن أبو سعده» ما يعتبر اعترافا رسميا منهم بعد نفيهم لأسر عساف ياجوري، ويعتبر ياجورى أكبر أسير إسرائيلى من حيث الرتبة والأهمية من ضمن ٢٩٣ أسيرا إسرائيليا سقطوا على الجبهتين المصرية والسورية وعاد ياجورى إلى إسرائيل بعد ٤٦ يوما من الأسر.
بقلم الكاتب الصحفى
عبدالناصر محمد