عذرا عيد الأم .. فأمي قد رحلت دون تكريم تستحقه..
أمي .. كانت لي الدنيا بكل تفاصيلها.. ولما لا وهي التي إستوعبت صراخي بحنانها.. هي التي أرضعتني أملا.. وأحاطتني من غدر الدنيا بحضنها.. وكان حضنها أدفئ وسادة في العالم.. فكانت اول اسما تنطقه شفاهي فهي اكثر صوتا سمعته أذناي.. أمي التي علمتني أن الألف ليس ألما فقط بل أملا في طاعة الله.. وأن النون هي نواة قصة صعبة في الحياة وعلي أن أستعد لها.. وأن القلم سيكون رفيق دربي ولابد وأن يكون مداده تحقيق حلم الغلابة والدفاع عنهم .. وأن الياء فهي يوما ما سنغلق كل دفاترنا ونرحل عنها دون شيئ.. أمي كانت تعطيني دون مقابل وترضيني حبا وغريزة.. فرغم المشيب والكبر كانت تراني طفلها المدلل.. وعندما حاولت أن أرد لها جزءا من فيض بعد أن تأكدت أنها فوق كل مهم وغال رحلت وتركتني.. فصعب على أن أسكن أرضا تحت ترابها أعز الناس.. فقد انقطع عني صوت دعائها للرب بأن يسدد خطاي.. وكنت أكرم من بركة رضاها عني رغم تقصيري..
فعذرا عيد الأم .. فأمي قد رحلت دون تكريم تستحقه.. ودمعي يسهل منفطرا لم يقل رغم مرور الزمن.. فمازلت أمي بقلب ابنك ملكة .. وأدعوك ربي أن تجعلها سيدة قصرنا في الفردوس العالي.. وارزقنا صحبة حبيبك محمدا فكان لسانها رطبا بالصلاة عليه .. وكان صفاء قلبها يظهر ماء البحر من كدر.. فهي أمي بين يديك فكن بها حنونا فأنت منشئ الجود والكرم .
شريف حمادة
كاتب وصحفي مصري