تخاريف صيام ( ١٥ ).. ثلاثى أضواء المسرح .. وأول فوازير فى التليفزيون
بعد أن نجحت فكرة تقديم فوازير خلال شهر رمضان فى الإذاعة ، جائت فكرة تقديم هذا اللون فى التليفزيون الذى كان قد بدأ فى الإنتشار داخل البيوت المصرية.
لم تتوقف هذه الفكرة عند تقديم معلومة بشكل يتمتع بالجمود ومن ثم أخذ القارىء فى رحلة البحث عن هذه المعلومة بل كانت تحرص على أن تتضمن حلقة الفزورة .. الفكاهة والأغنية والإستعراض أيضا بالإضافة إلى المعلومة.
ووقع الإختيار على ثلاثى أضواء المسرح .. الضيف أحمد وجورج سيدهم وسمير غانم .. وكان الإختيار موفق تماما حيث تتمتع هذه الفرقة الثلاثية بكل ما هو مطلوب لتقديم الحلقات بداية من خفة الظل والقبول لدى المشاهد وروح الشباب وحيويته وبالفعل بدأ ثلاثى أضواء المسرح تقديم أول فوازير رمضانية بالتليفزيون عام ١٩٦٧.
” عودة الأيام يا حبايب نتقابل دايمًا ونفرفش .. وإنشالله ما حد حوّش ” .. كانت هذه الكلمات للشاعر الأسطورة بيرم التونسى هى أغنية التيتر الشهيرة للفرقة المسرحية التى تأخذ الطابع الكوميدى منذ ظهورها التى ظهرت فى ستينيات القرن الماضى، وقدمت أقوى الاستعراضات الغنائية التى لاقت قبولًا كبيرًا لدى الجمهور، كما شاركت الفرقة فى عدد كبير من الأعمال السينمائية.
فرقة ثلاثى أضواء المسرح التى اكتشفها المخرج محمد سالم، الفنان سمير غانم، وجورج سيدهم، والضيف أحمد، وجمع الثلاثى حالة من التناغم الشديد، فقد غلب عليهم الطابع الكوميدى، إلا أن الفرقة انتهت بوفاة الضيف أحمد عام 1970.
كانت تعتمد الفوازير على خط درامى يجمع بين الغناء والاستعراض، وكانت تستقبل إجابات الجمهور على الفزورة من خلال البريد، وكانت تقدم هدايا إلى الفائزين كالدراجات وساعات اليد.
لعب الموت دورا رئيسيا فى عدم إستمرار فرقة الثلاثى فى تقديم الفوازير حيث خطف الموت أحد أضلاع هذا المثلث الكوميدى الرائع وهو الفنان ” الضيف أحمد ” وذلك عام ١٩٧٠ وأختفت الفوازير من خريطة شهر رمضان لمدة إلى أن تم الاستعانة بالفنانة الإستعراضية الكبيرة ” نيللى “.
عبدالناصر محمد
كاتب وصحفي مصري