تساؤلات عديدة حول الأسباب الحقيقية لتزايد معدلات الحرائق خلال الفترة الماضية
شهدت مصر وقوع 3 حرائق ضخمة خلال 24 ساعة، لم يسفر أي منها عن خسائر في الأرواح، فيما وصلت الخسائر المادية إلى ملايين الجنيهات.
فقد وقع حريق هائل جراء انفجارات متتالية في محطات للصرف الصحي في نطاق القاهرة، الأربعاء، نتيجة تسرب بترولي إليها، حسبما أفاد مسؤولون مصريون.
وقد أرجعت شركة الصرف الصحي بالقاهرة الكبرى الحادثة إلى “تسرب مواد بترولية إلى نفق الصرف الصحي أدى إلى إشعال حرائق بخمسة مواقع تابعة للشركة في محطتي القلج والخصوص وغرف الاتصال بينها”.
وقالت محافظة القاهرة في بيانها إنه “تم السيطرة على الحرائق بالتعاون مع الدفاع المدنى ولا توجد أي خسائر بالأرواح، وجار حصر الخسائر المادية، والمحطات تعمل بكفاءة حاليًا”، في وقت أفادت مواقع إخبارية بإصابة 5 أشخاص.
كما نفى رئيس شركة القاهرة لتكرير البترول، وائل رزق، تسبب منشآت الشركة في الحادث.
وأضاف رئيس الشركة أنه “بخصوص الحريق الذى حدث اليوم 27 مارس/آذار فى تمام الساعة الثامنة صباحًا فى محطة معالجة الصرف الصحى بـ(مدينة) الخصوص، فإنها تقع خارج حدود المنطقة الجغرافية البترولية بمسطرد، بمسافة حوالى 3 كيلو مترات، وأنه لا توجد أى صلة لشركات المنطقة الجغرافية بالحادث وقد شاركت فرق الإطفاء للمنطقة الجغرافية البترولية بمسطرد فى السيطرة على الحريق”.
وقد تناقل مستخدمون للشبكات الاجتماعية لقطات مصورة للحظة حدوث الانفجارات، الذي يأتي ضمن ما درج المصريون على تسميته بـ”موسم الحرائق”، بعد حرائق متوالية على مدار الأيام الماضية.
كما شهدت اليوم أيضا محافظة الإسماعيلية المصرية، الشهيرة بزراعة وإنتاج “المانجو”، اندلاع حريق ضخم بمركز ومدينة القصاصين في إحدى المزارع، تبلغ مساحتها 5 أفدنة، مما أدى لاشتغال النيران لكن دون وقوع إصابات أو خسائر بشرية.
وتلقَّت الشبكة الوطنية الموحدة للطوارئ والسلامة العامة بمحافظة الإسماعيلية، في الساعات الأولى من فجر اليوم الأربعاء ، بلاغًا بنشوب حريق في هيش ومخلفات زراعية مُعاد تدويرها وذلك بقرية الدواويس التابعة لمركز ومدينة القصاصين.
مصنع الزيوت بالمنوفية
وفي محافظة المنوفية، نشب أيضا حريق بمصنع للزيوت بالمنطقة الصناعية في مدينة قويسنا، ودفعت الحماية المدنية بـ3 سيارات إطفاء، وأمكن السيطرة على الحريق عقب جهود مُضنية لإخماده.
وتواصل الحماية المدنية أعمال تطهير آثار الحريق لمنع اشتعاله مجددا، فيما تفرض قوات الأمن كردونا أمنيًا حول المكان، فضلا عن تواجد سيارة إسعاف، هذا ولم ينتج عن الحادث مصابين.
وفي محافظة دمياط، تمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على حريق نشب داخل مخزن للأثاث بقرية العنانية، دون خسائر بشرية.
وقد جدد اشتعال النيران في أكثر من مكان بمصر تساؤلات عن أسباب تكرار الحرائق؛ خصوصاً أنها تأتي بعد أيام قليلة من اندلاع حريق ضخم التهم جزءاً رئيسياً من استوديو مصري عريق.
وانتعشت فرضية «المؤامرة»، حيث شهدت مواقع التواصل الاجتماعي سجالات حول أسباب تكرار الحرائق في الفترة الأخيرة… وفي الوقت الذي اتهم بعض المغردين جماعة «الإخوان»، بالمسئولية عن الحرائق، في حين وجه آخرون اللوم للحكومة، فيما عزا فريق آخر تكرار الحرائق : «للرغبة في طمس بعض المعلومات».
وقال عضو مجلس النواب أحمد قورة، أحد النشطاء:«ثمة بعض الفساد بالمحليات يكون وراء السبب الرئيسي لغالبية الحرائق»، وفق رأي عضو مجلس النواب أحمد قورة، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الإهمال المتكرر وعدم قيام بعض الموظفين بواجباتهم، إلى جانب استفادة محتملة لدى البعض من الحرائق، أمور تجعل هناك ضرورة لاتخاذ مزيد من الإجراءات التي تمنع وقوع الحوادث».
وطالب قورة، الحكومة بتشكيل «لجان فنية متخصصة بكل محافظة على مستوى الجمهورية، تتولى المرور على جميع المؤسسات والمنشآت الحيوية والجماهيرية داخل مختلف المدن والمراكز والأحياء للتأكد من توافر جميع وسائل الحماية والسلامة والأمن الصناعي لحمايتها من نشوب حوادث الحرائق بداخلها».