كتب د.حربي الخولي
كثيرا ما يجري هذا المثل على الألسن عند مقصد عودة الإنسان لعادة سيئة يفعلها بعد أن أقلع عنها، ونجد هذا المثل متداول في الكثير من الدول العربية مع تبديل اسم “ريمة” أحيانا إلى سليمة أو إلى الأصل ” حليمة ” ويُذكر هذا المثل في “معجم الاستشهادات الموسع” تحت باب “العود/العودة”، وورد في “معجم كنوز الأمثال والحكم العربية” على صيغة “رَجَعَتْ حَلِيمَة لِعادَتِها القَديمة”. وحسب كتاب “1000 مثل ومثل” بأنَّ المثل حُرف في مصر فأصبح “رجعت رِيمة لعادِتها القديمة”، وتُوجد عدة رواياتٍ لأصل هذا المثل، ومنها ما ورد في هامش كتاب “ثمرات الأوراق” لابن حجة الحموي يقول : حليمة هذه هي حليمة الزنارية، بغيٌّ – تكسب مالها من ممارسة الفاحشة – عاشت في قاهرة المعز إبان العصر الأيوبي، وكان الجند والفلاحون وصغار الكسبة يأتونها للفاحشة، ثم تاب الله عليها، ولبست الصوف ولزمتها مسبحة طويلة جدا من أجل الورد والأذكار بين قيام الليل ونوافل النهار . ويبدو أن توبة حليمة وتقاها لم يدم طويلاً، ففي أحد أيام الربيع الجميلة تحرك عرق الشهوة في تلك الخضراء فتعطرت وتبخرت ولبست أفخر ثيابها ثم أسفرت لتعود للجلوس إلى شلة جلد عميرة كما كانت تفعل أيام عزها، فقال الناس: رجعت حليمة لعادتها القديمة. ومن الروايات الأخرى حسب كتاب “لئلا تضيع” بأنَّ حليمة هي زوجة حاتم الطائي الذي اشتهر بالكرم كما اشتهرت بالبخل، فكانت إذا أرادت أن تضع سمنًا في الطبخ، ارتجفت الملعقة في يدها، فأراد حاتم أن يعلمها الكرم، فقال لها: إنَّ الأقدمين كانوا يقولون أنَّ المرأة كلما وضعت ملعقةً من السمن في الطبخ زاد الله بعمرها يومًا، فأخذت حليمة تزيد ملاعق السمن في الطبخ، حتى صار طعامها طيبًا وتعودت على الكرم والسخاء، ولكن لما مات ابنها الوحيد الذي كانت تحبه، جزعت حتى تمنت الموت، وأخذت لذلك تقلل من وضع السمن في الطبخ حتى ينقص من عمرها وتموت، فقال الناس: “عادت حليمة إلى عادتها القديمة”.
إتبعنا