لهذا المثل روايات عديدة ومتنوعة وأظن أن اقربها للصحة الرواية الأولى والتي تدل بعد المثل عن مفهوم الناس عنه حيث يظن الناس ان المقصود بالمثل تطابق الابنة تماما مع امها في الخلق والتصرفات والسلوك مع ان ذلك في الواقع غير حقيقي فقد تتشابه لكنها ابدا لا تتطابق مع امها لذا تذكر الرواية الأولى :
والتي تعود إلى العصر العثماني، أنه كان من المحظور صعود الفتيات إلى سطح المنزل، فكانت الأمهات حين تريد أن تصعد لها الفتاة، تقلب ” القدرة “، وتنقرها حتى تسمع الفتاة الصوت لصادر عن رنة القدر، وتصعد لأمها، لذلك قيل في الموروث الثقافي الشعبي ” اقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها “.
أما الرواية الثانية فتذكر ان المثل يرجع إلى بائع الفول الذي كان يستغل زوجته في مساعدته لبيع الفول، وكانت كلما تخرج معه، تقلب القدرة، حتى بلغ الغضب ذروته، فطلقها، وبعد مرور الزمن كبرت فتاته الصغيرة، وأخذها معه لكي تساعده في البيع، لتقلب هي الأخرى القدرة مثل أمها.
وفي الرواية الثالثة نجد أن الأم خافت على ابنتها من مستقبل زواجها فأخذتها إلى العرافة لتعلم أسرار مستقبلها، وقلبت العرافة القدرة وأدت طقوسها وتبقى على ظهر القدرة حصوة كبيرة وأخرى صغيرة، ولذلك ظهر المثل الشعبي الخاص بالأم والابنة.
ونجد رواية رابعة تذكر انه كان هناك شاب في نواحي بلاد الشام يُريد أن يتزوَج وكلما ذهب لخطبة فتاة، رفضه أهلها لا بسبب عيبٍ فيه ولكن لأنَ أمه قد أرضعت هذه الفتاة، ولم يجد هذا الشاب أي فتاة ليتزوَجها من فتيات بلدته لأنَ أمه قد أرضعت بنات البلدة كلها، وبالتالي حُرِمَت عليه فتيات البلدة جميعًا إلا امرأة كبيرة في السن بلغت الخامسة والأربعين من عمرها ولم تتزوج بعد. ولأنَ هذه المرأة مُقاربة في العمر لسن والدته فمن المستحيل أن تكون والدته قد أرضعتها. بعد ذلك، أسرع الشاب في إتمام مراسم الزواج بمُجرَد موافقة المرأة، حيث عمد مُباشرةً إلى كتب الكتاب وإتمام العقد، ليتفاجأ بعد ذلك بخاله يدخل عليه مسرعًا قائلاً: هل كتبتم العقد؟ قالوا لا، فتنهَد بارتياح وقال: ” جدتك تلقي عليك السلام وتُخبرك ألا تتزوَج هذه المرأة لأنها قد أرضعتها وهي صغيرة، أي أنَها خالتك في الرضاعة وبالتالي تحرُم عليكَ هي الأخرى “. فتعجَب الناس من هذا الموقف وقالوا المقولة التي أصبحت اليوم مثلًا شعبيًا شهيرًا، للتعبير عن أخذ البنت من خِصال أُمِها وبالتالي تصبح مع الوقت نُسخة مطابقة تمامًا لها في الشكل والجوهر والأسلوب.