منوعات

#على الأصل دووووور …. الريشة واللص

" على رأسه ريشة "

كتب د.حربي الخولي
لهذا المثل روايتان متضادتان الاولى في انه يضرب للغنسان المتكبر الذي يأخذ حق غيره ولا يتبع الواجب والاصول لذا يقال عنه : ” هو على راسه ريشة ” والثانية يضرب المثل عند محاولة الغنسان دفع اتهام عن نفسه فيقول :” أنا مش على راسي ريشه ” والرواية الاولى أظن انها هي الاصدق والادق للمثل حيث ارتبط الريش قديما بالطبقة الحاكمة والثرية وبدأ الأمر في الحضارات القديمة التي كانت تتميز بالقبلية، وكان كثيرًا ما تدخل القبائل ضد بعضها البعض في معارك متعددة، وكان كل قائد قبيلة يضع ريشة في قبعته مع كل انتصار له في معركة، لذا تشتهر صورة سكان أميركا الأصليين وهم يرتدون قبعات طويلة مزينة بريشات كثيرة. وفي القرن 16، وبعد استعمار أوروبا الأميركتين؛ أعطى القائد الإسباني ومستعمر أرض قبائل الأزتك في المكسيك هيرنان كورتيس إلى ملك إسبانيا وقتها مجموعة من قبعات قادة القبائل المزينة بالريش مع مجموعة من الطيور التي لا تتواجد في أوروبا ولم يروها قبل ذلك. وأعجبت الطبقة الملكية بفكرة تزيين القبعات بالريش، وبدأت صيحة وضع ريشة في القبعات سواء لقادة الجيوش أو لهؤلاء المنتمين للطبقة الحاكمة والمخملية، وتحولت الريشة في القبعة من رمز للانتصار على العدو إلى رمز لسمو المكانة ورفعة الوضع الاجتماعي، مما استدعى خلق مهنة جديدة، وهي مهنة استيراد الريش الفاخر الناعم وبيعه. بالطبع انتقلت حمى الريش لأوروبا كلها، وأصبحت القبعات ذات الريشة أمرا رائجا لقرن من الزمان، حتى جاء لويس الرابع عشر ملك فرنسا، الذي لم يكتف بوضع الريش على حالته الأصلية، بل أمر بصبغه بألوان زاهية، وبدأت سيطرة فرنسا على صيحة الريش تتضخم مع ابتعاد إسبانيا عن أضواء عالم الأزياء. وظلت تلك الصيحة متواجدة بقوة في المجتمعات الراقية التي تتنافس بريشتها الموضوعة على رأسها ولأي طائر عجيب تنتمي إليه، سواء كان طاووسا أو بجعا أو نعاما، بينما الطبقة الاجتماعية الأدنى قليلا فكانت ترتدي الريش المأخوذ من الطيور العادية التي يسهل الحصول عليها.
أما الرواية الثانية فتعود قصة هذا المثل إلى رجلٍ فقير في إحدى العصور القديمة سُرقت كل دجاجاته التي كان يُربيها من أجل بيعها والتربُح منها، وقد تكرر هذا الأمر كثيرًا لدرجة فاقت الحد، فذهب هذا الرجل الفقير إلى شيخ المسجد الموجود بقريته وشكا إليه من السرقة المستمرة لدجاجاته، فأجابه الشيخ بأنه سيكشف له غدًا عن السارق. وبالفعل جاء اليوم التالي – وكان يومُ جمعةٍ – وقد اجتمع رجال القرية جميعًا من أجل الصلاة، وبعد أن انقضَت الصلاة طلب الشيخ من المُصلِين عدم مُغادرة المسجد قائلًا أنَ هذا الرجل الفقير تُسرق دجاجاته باستمرار، وأن هذا فعلٌ قبيحٌ ويجب على هذا الشخص الذي يسرق أن يكُفَ عن هذا. وأكمل الشيخ أن اللص لم يكتف فقط بسرقة الدجاج، بل تجرَا وأتى للصلاة ولا زالت آثار الريش على رأسه، فمسح اللص رأسه بسرعة من بين جميع المُصلين فانكشف أمره بسبب غبائه وذكاء الشيخ. وقد اُشتق منه فيما بعد مثل “من على رأسه بطحة يُحسِس عليها”، للدلالة على أنَه من يُخطأ فسيكشف أمره بنفسه بسبب توتُره، ليصبحا أهم وأشهر الأمثال الشعبية المتداولة في وقتنا هذا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى