كتب / د.حربي الخولي
ضمن قرى مركز الباجور محافظة المنوفية نجد قرية ” تلوانة “، وهي تقع مجاورة لقرى فيشا الصغرى وكفر الباجور وبي العرب وكفر الخضرة وقلتى الكبرى، وقد تعددت الآراء في سبب تلك التسمية، فتجد من يؤكد أن أصلها يرجع إلى شقين “تل” وكلمة “أونة” وهذا الأصل فرعوني قديم، حيث قيل : إنه قد سكنت تلك المنطقة ملكة فرعونية قديمة اسمها “أونة”، وكان قصرها في المنطقة على تل عال؛ لذا أطلق الناس اسم “تل أونة” الذي حرف إلى “تلوانة” مع الزمن، وهذا الرأي يظهر عدم مصدقيته في أسلوب التحريف ذاته والتلفيق، فعلى الرغم من بعض الاكتشافات في المنطقة لتماثيل فرعونية تمثل بعض الملكات والفراعنة، إلا أن التلفيق الظاهر يبدو في كلمة “تل” تلك الكلمة العربية التي لفقت مع كلمة تبدو فرعونية وهي “اونة”، ولم نجد التاريخ يتحدث عن ملكة فرعونية بهذا الاسم . والبعض يذكر أن كلمة “تلوانة” قد اشتقت من كلمة “أون” بمعنى الحصن وهي كلمة رومانية، ويذكرون أنه كان هناك حصن في هذا المكان، وعندما حضر عمرو بن العاص أمر بتدمير الحصن الذي أصبح مثل التل، فأطلق الناس عليه “تل أون” الذي حرف إلى “تلوانة”، وذلك الأمر كذلك ظاهر الفساد، فلم يثبت التاريخ أن عمرو بن العاص أمر بتدمير وإزالة أي حصن روماني، بل كان يفتح الحصون ويتركها بعد ذلك، كما لم يثبت أن عمرو بن العاص مر من هذا المنطقة، وبالبحث نجد أن اسم “تلوانة” هو بالفعل اسم روماني هو تولانينسيس Tolanensis والذي يعني المكان الآمن المبارك، وقد كانت كلها بكل قراها الحالية يطلق عليها ذلك الاسم، حيث اتخذها الرومان مدينة كبيرة للراحة من قدومهم من الإسكندرية متجهين إلى الجنوب، وقد نطقه المصريون “تلوني” الذي حرف بعد ذلك إلى “تلوانة”؛ أي أن الاسم غير مركب من مقطعين، بل هو من الأصل كلمة رومانية “تولانينسيس ” التي كانت مشتهرة لدى الرومان يطلقونها على أي مكان آمن يؤسسونه في الإمبراطورية الرومانية المتسعة، وأظن أن هذا الراي الاخير هو الأقرب للحقيقة. وقد ذكر ” تلوانة” علي مبارك في كتابه الخطط التوفيقية، حيث ذكر أنها من قرى مديرية المنوفية بقسم سبك، وأن بها مساجد ثلاثة وعدد من مقامات الأولياء، وبها أيضًا ثلاث بساتين وست عشرة ساقية، وجملة أراضيها ألف وسبعمائة وأربعون فدانا، وتعداد أهلها ثلاثة آلاف وخمسمائة نسمة، كلهم مسلمون – ذلك وقتها أما الآن فبها الأقباط مع المسلمين في وحدة واحدة قمة الروعة والجمال – ويشتهرون بزراعة القطن.
وأهل “تلوانة ” بصورة عامة يتميزون بالخلق الحميد والصبر والشهامة والتكاتف فيما بينهم، ومن رجال تلوانة المرحوم محمد محمد خضر الذي قام بإنشاء أول مدرسة أولية إلزامية بالقرية على ارضه في عام 1946 ثم انطلقت النهضة التعليمية بالقرية التي خرجت اجيال ومبدعين في كافة المجالات ومنهم وزير القوى العاملة الاسبق عاصم عبد الحق الذي تولى منصب وزير القوى العاملة والتشغيل من عام 1986 حتى 1993، وكان يشغل منصب نائب رئيس النقابة العامة للعاملين بالغزل والنسيج، ونائب رئيس الجامعة العمالية، وهو حاصل على ماجستير في العلاقات الصناعية من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1983، وبدأ نشاطه النقابي عام 1971 مدير حسابات بشركة الشوربجي بإمبابة .
إتبعنا