النعش الطائر !!
علي النعش تتغير الوجوه وتتبدل الأكتاف.. النعش خفيف يكاد يطير، بعض النسوة يسندن الأم والاخ الأكبر شفتاه ترتعشان بينما يبكي .. يتمتم الاخ الآخر.. الله يرحمها .. همسات حزينة تسري.. “هي عجلت بنهايتها” الاخت الكبري تحدث نفسها. هذه نهاية الضعف والخوف من الهزيمة.. فجأة لغط غريب وخليط من الاندهاش.. امرأة وحيدة ترتدي السواد تتعاقب والخوف. . خطواتها ببطء علي بعد خطوات من الحشد, صرخة مدوية من المرأة الوحيدة تنظر احدي النسوي .. انها هي بعيون خاوية الي مشهد جنازتها. تمعن الأنظار في النعش ثم ترتد صوب المرأة والمسافة بين الطرفين تتسع وتضيق.. فجأة يتوقف الجميع ويضع الرجال النعش علي الارض.. يقترب أحدهم في حذر ثم يرفع غطائه.. يمد الجميع أبصارهم .. لم يكن بداخله سوي كفن محلول وثمة طائر غريب بجسد صغير ينزوي في أحد الأركان ترتفع صيحات المشيعين الله أكبر.. صيحة شجن من الطائر اذ يهزه الصياح.. يحوم بجزع فوق رؤس المشيعيين ثم يدخل القبر المفتوح, بعدها تسكن حركته تماما.. وحين ينظر الجميع باتجاه المرأة تكون قد تلاشت……
هند طه
كاتبه وأديبة مصرية