مقالات

معركة النفوذ بين اسرائيل وتركيا!!

أذا كانت اسرائيل استطاعت إخراج إيران وتقليص نفوذها في المنطقة عقب حرب بمشاركة أمريكية كما تم تحييد قوة عناصرها حزب الله في لبنان وايضا العراق وسوريا إلا أن هناك من يقف حجر عثرة أمام فرض سيطرتها علي الشرق الأوسط حيث تقف تركيا المنافس القوى لها.. ومن ثم نجد أمامنا سؤال أصبح مطروحا بقوة لدي الأوساط المعنية بالمنطقة هل تندلع مواجهة السيطرة بين أنقرة وتل أبيب وكيف يتم ذلك بين أقوي دولتان عسكريا ؟ المتتبع لتاريخ العلاقة بينهما سيجد أنها شهدت منحنيات عديدة بين التحالف والمنافسة والمقاطعة وكان طوفان الأقصي بداية تدهورت العلاقات بينهما حيث اتخذت طهران موقف متشدد رافضا حرب الإبادة حتي وصل الأمر في نوفمبر ٢٠٢٤ قطع اردوغان العلاقات مع اسرائيل والقي القبض علي عناصر من الموساد.. إلا أن ذلك فتح الباب أمام منافسة بين اسرائيل وتركيا علي إعادة رسم القوي في المنطقة حيث نجح اردوغان خلال الأعوام الثلاثة الماضية أن يرتبط بعلاقات متميزة مع دول الخليج عقب فترة من التوتر وشبه الانقطاع الأمر الذي يتيح له قوة المنافسة أمام اسرائيل التي أصبحت تنظر إلي النفوذ الإقليمي التركي في المنطقة اخطر من أيران .. ولعل ما يحدث في سوريا يستطيع أن يكشف عن تصاعد صراع النفوذ بينهما (طهران وتل أبيب) عقب سقوط نظام الأسد الذي كانت تركيا وراءه ولم تكتفي بذلك بل دعمت حكومة الشرع بتشكيل حكومة قوية بالتحالف معها ..في المقابل تواصلت أسرائيل مع الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة عدوها الأول وأيضا مع الدروز للاستقلال عن سوريا الشرع بأقامة كيانات مستقلة ولم تتوقف غاراتها علي المناطق السورية الأمر الذى قد يدفع تركيا بالتدخل في المواجهة حيث تنظر إلي سوريا علي انها خط الدفاع الأول لحماية أمنها القومي .. وهنا يتساءل سياسيون هل تسمح أمريكا لأكبر حليفان لها لديهما أقوي جيشان في المنطقة أن يدخلا في حرب مدمرة ..ام تجلسهم علي مائدة مفاوضات لتقاسم مناطق النفوذ ؟ ومع ذلك كل الخيارات مفتوحة خاصة أن الأيام القادمة ستكون حبلي بالتطورات والأحداث غير المتوقعة مع رئيس امريكي متقلب (المزاج) ما يعلنه في اليوم قد يغيره عقب ساعات ..

مدحت البسيوني

كاتب وصحفي مصري

alarabicpost.com

موقع إخباري عربي دولي.. يتناول آخر الأخبار السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية، إضافة إلى التحقيقات وقضايا الرأي. ويتابع التطورات على مدار 24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى