إسرائيل… تفاوض باليد اليمنى وتغتال باليسرى!
استهداف الوفد المفاوض في الدوحة رسالة إذلال لقطر وتهديد للعواصم العربية الأخرى!!

إن استهداف وفد حماس المشارك في مفاوضات الدوحة لا يمكن اعتباره مجرد “عمل أمني”، بل هو فضيحة سياسية بامتياز. فإسرائيل تقول للعالم ببساطة: “نحن نتفاوض باليد اليمنى، ونضغط على الزناد باليسرى”.
لكن ماذا يعني ذلك؟
فتنفيذ عملية استهداف وفد حماس المشارك في التفاوض بدولة قطر له عدة دلالات تكشف السيناريوهات المتوقعة خلال المرحلة القادمة.
أولًا، هو إعلان صريح أن المفاوضات مسرحية هزلية، وأن الهدف منها ليس الوصول إلى حل بل كسب الوقت وإذلال الطرف الآخر.
ثانيًا، هو إهانة لقطر التي تستضيف الوفد والوساطة، وكأن إسرائيل تقول: “أرضكم ليست محمية ولا وساطتكم محترمة”. وهذا تحدٍ خطير لدولة تستضيف أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة، ما يضع واشنطن في مأزق حقيقي.
ثالثًا، هو رسالة لحماس: “لا تفاوض ينجيكم من التصويب”، وكأن تل أبيب لا تريد طرفًا فلسطينيًا يجلس على الطاولة أصلًا.
رد الفعل العربي المتوقع
بعد استهداف الوفد في قطر من المفترض أن يواجه، بعاصفة غضب عربي؛ وليس ببيانات استنكار من الجامعة العربية، بل لابد وأن يكون هناك ضغوط دبلوماسية على مجلس الأمن، وأعتقد أنه بعد التخاذل الأمريكي في حماية قطر من هذه العملية يفتح الباب لتنسيق مواقف بين قطر وتركيا وإيران، وسوف تعتبر دول أخرى أن أي مفاوض فلسطيني على أرضها أصبح رهينة الخطر الإسرائيلي المباشر.
وهنا تحديدًا يظهر دور مصر: فهي ليست مجرد وسيط تقليدي، بل أرضها تضم قيادات فلسطينية ووفودًا تفاوضية بشكل مستمر.
وأي صمت مصري أمام سابقة الدوحة سيعني أن القاهرة نفسها معرضة للإحراج وربما لاختراق أمني مشابه. وبالتالي فإن مصر مطالبة بموقف أكثر صرامة، ليس فقط دفاعًا عن الوساطة بل أيضًا حماية لسيادتها.
باختصار، استهداف وفد تفاوضي في عاصمة عربية يعني أن إسرائيل لم تعد تمارس السياسة، بل تتاجر بالبلطجة على الملأ. فهل سترتد هذه البلطجة عليها، من العالم الذي اكتشفت طوال الشهور الماضية أنه يتعامل مع حكومة تتفاوض باليمين وتغتال باليسار لاستغلال الوقت لتنفيذ مخططاتها الارهابية.
شريف حمادة
كاتب وصحفي مصري