تخاريف صيام ( ٥ ).. أسرار وحكايات ” فانوس رمضان “
”
منذ نحو ١٠٨٨ سنة ارتبط ” الفانوس ” ارتباطا وثيقا بشهر رمضان المبارك ، ومنذ بداية إستخدامه للتعبير عن الفرحة والبهجة بحلول شهر رمضان وحتى وقتنا هذا شهد الفانوس مراحل عديدة من التطوير .. وهذا دليل على أنه _ أى الفانوس _ من أبرز علامات السرور بحلول الشهر المعظم وخلال عقود كثيرة مضت كنا نشاهد الأطفال ممسكون الفانوس وهو يهوى فى أيديهم وهم يضحكون فرحون تكسو وجوههم سعادة بالغة وبهجة عظيمة بحلول الشهر الكريم وهم يتغنون بواحدة من أغانى رمضان وبخاصة أغنية ” وحوى يا وحوى “.
وأصبح الفانوس خصوصية كبيرة حيث يسمى بإسم الشهر الفضيل ” فانوس رمضان ” يشتريه الأب لأولاده ويعد من أفضل الهدايا الرمضانية يحرص العريس أن يهديه لخطيبته والزوج لزوجته ، كما أصبح من أفضل وسائل التزين الكثيرون يعلقونه على أبواب بيوتهم وفى الحارات والشوارع وعلى أبواب المحلات .. ولما لا إنه ” فانوس رمضان “.
ولا شك أن الدولة الفاطمية كان لها أكبر الأثر فى إضفاء الصيغة الإحتفالية على العديد من المناسبات بما فيها المناسبات الدينية إلا أن إستخدام الفانوس كمظهر احتفالىقد يكون وليد الصدفة .. وأصل الحكاية أن جوهر الصقلى قائد الفاطميين جاء إلى مصر قبل الخليفة الفاطمى المعز لدين الله وأعطى عن الخليفة إنطباعا حسنا فى قلوب أهل مصر حيث تحدث كثيرا عن أنه رمز العدل والخير وأنه يحارب الشر ويكره الظلم لذلك عشقه أهل المحروسة قبل أن تطأ قدمه أرض مصر .. وحين علمت الجماهير أن الخليفة سوف يأتى إلى مصر فى يوم الخامس من شهر رمضان سنة ٣٥٨ هجرية الموافق ٩٥٩ ميلادية فقرروا الخروج لإستقباله وإستخدموا الفوانيس المزينة والملونة ليضبئوا له الطرقات ومنذ ذلك الحين وأصبح الفانوس رمزا البهجة والفرحة وأصبح إستخدامه للإعلان عن السعادة بقدوم ضيف آخر أعز وأغلى من الخليفة وهذا الضيف هو شهررمضان المعظم ..
تلك الحكاية هو الأكثر شهرة ولكن توجد حكايات أخرى منها أنّه كان من عادات الخليفة في يوم رؤية هلال شهر رمضان المبارك أن يتوجه ومعه الشعب متمثلين في أسر كاملة والأطفال في فرحة لرؤية الهلال حاملين الفوانيس للإنارة وكان الخليفة يجوب شوارع القاهرة شرقًا وغربًا ووراءه الجمع الغفير فرحين مغنين أغاني الفرحة بقدوم شهر رمضان المبارك حتى يصلوا إلى منطقة المقطم لاستطلاع هلال شهر رمضان المبارك.
كما أن الخليفة كان يأمر بإنارة الشوارع والمساجد بالفوانيس طوال شهر رمضان المعظم؛ ابتهاجًا بالشهر الفضيل، وتسهيلًا على المصلين الاتجاه للصلاة في المسجد طوال ليالي الشهر المبارك وكان هذا باستخدام فانوس على باب كل مسجد وفي الطرقات المؤدية للمساجد.
وقد وردت حكاية أخرى في الكتب تقول أنّ الخليفة في ذلك الوقت وهو القرن العاشر الميلادي كان يمنع السيدات من الخروج طوال العام من بيوتهن إلا في شهر رمضان كان يسمح لهن بالخروج للذهاب إلى المساجد ولكن في مجموعات يقودها غلام يحمل فانوسًا يعلن عن وجود نساء في هذه المجموعة فيلاحظ
المارة وجودهن ويفسحوا لهن الطريق.