تحقيقات وملفات

مصر تنفي وإسرائيل تؤكد التنسيق.. حقيقة انشاء منطقة عازلة في سيناء

مسئول مصري: المنطقة موجودة تحسبا لأي سيناريو.. ومحافظ سيناء : لا يوجد أي أعمال بناء بجوار غزة

في الوقت الذي نفت فيه مصر تقارير إعلامية قالت أن القاهرة تسارع الزمن لإعدادها منطقة عازلة محاطة بجدران خرسانية لإيواء النازحين الفلسطينيين قرب حدودها مع قطاع غزة ، وذلك في حالة تهجيرهم قسريا بفعل العدوان الإسرائيلي الدامي، إلا أن أحد أعضاء حكومة تل أبيب يؤكد أنه سيتم التنسق مع مصر قبل العملية العسكرية المرتقبة في رفح.

من جانبه، قال د.ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات المصرية، في بيان نشر مساء أمس الجمعة، إن لدى مصر بالفعل، ومنذ فترة طويلة وقبل الحرب الحالية منطقة عازلة وأسوارا في هذه المنطقة.

وأشار رئيس هيئة الاستعلامات المصرية، إلى أن هذه إجراءات وتدابير تتخذها أي دولة في العالم للحفاظ على أمن حدودها وسيادتها على أراضيها.

ونبّه رشوان، إلى موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين في قطاع غزة منذ بدء العدوان، وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكل جهات الدولة عشرات المرات.

وأكد رشوان، أن هذا الموقف يقضي بالرفض التام الذي لا رجعة فيه لأي تهجير قسري أو طوعي للفلسطينيين من قطاع غزة إلى خارجه، خاصة للأراضي المصرية.

وأضاف ضياء رشوان، أن “مصر بموقفها المعلن والصريح هذا، لا يمكن أن تتخذ على أراضيها أي إجراءات أو تحركات تتعارض معه، وتعطي انطباعا -يروج له البعض تزويرا- بأنها تشارك في جريمة التهجير التي تدعو إليها بعض الأطراف الإسرائيلية”، قائلا إن مصر ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للحيلولة دون حدوث ذلك.

تفاصيل المنطقة العازلة

وكانت منظمة سيناء وهي منظمة حقوقية وصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية قد نقلت عن مصادر مصرية -لم تحدد هُويتها- ومحللين أمنيين إن مصر تقيم منطقة عازلة محاطة بجدران خرسانية قرب الحدود مع غزة، تحسبا لاحتمال تدفق كبير للنازحين الفلسطينيين، بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة في رفح.

وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن المنطقة العازلة التي تقع في شمال سيناء وتقارب مساحتها 13 كيلومترا مربعا تقع بعيدا عن التجمعات السكنية، ونشرت صورا التقطتها أقمار اصطناعية لشركة “لابس بي بي سي” ومقرها في سان فرانسيسكو، تظهر تجريف التربة في المنطقة المغلقة المفترضة بين 4 و14 فبراير الجاري.

كما أشارت الصحيفة الأمريكية، إلى مقطع فيديو نشرته “مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان” – ومقرها لندن- ويظهر ما قالت المؤسسة إنها المنطقة المحاطة بجدران خرسانية يتجاوز ارتفاعها 6 أمتار.

وحسب ما ورد في التقرير، فإن المنطقة قد يقام فيها مخيم يستوعب نحو 100 ألف نازح فلسطيني.

كما نشرت الصحيفة تصريحات لمحافظ شمال سيناء محمد عبد الفضيل شوشة، والذي نفى فيها الخميس الماضي ما تردد عن إمكانية إقامة منطقة عازلة تضم مخيما لإيواء النازحين الفلسطينيين، الذين قد يفرون من رفح، مشيرا إلى أن سبب الأشغال هو قيام لجان من المحافظة بحصر البيوت والمنازل التي تعرضت للهدم خلال الحرب على الإرهاب.

وأشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى الموقف المصري المعلن ضد تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، الذي وصل إلى حد التلويح بالانسحاب من اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل.

كما نشرت صحيفة “واشنطن بوست”، تقريرا عن الموضوع نفسه اعتمادا على الفيديو الذي نشرته مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان وصور أقمار اصطناعية.

وقال مسئول مصري سابق لصحيفة “واشنطن بوست” إنه ينبغي لنا التعامل مع أسوأ السيناريوهات، مضيفا أن الجيش المصري لا يمكنه إطلاق النار على الفلسطينيين في حال تدفق عشرات آلاف منهم عبر الحدود.

وزير الخارجية الإسرائيلي يؤكد

وفي المقابل، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس -أمس الجمعة- أن إسرائيل ستنسق مع مصر قبل العملية العسكرية المرتقبة في رفح.

وأكد وزير الخارجية الاسرائيلي على تصميم بلاده تنفيذ هذه العملية لتعقب حركة حماس.

وقال وزير الخارجية الاسرائيلي، إنه إذا كانت حماس وزعيمها في غزة يحيى السنوار يعتقدون أن بإمكانهم إيجاد ملجأ في رفح، فهذا لن يحصل أبدا”، مضيفا “سنوفر للمدنيين مناطق آمنة للذهاب إليها، وسنتعامل مع حماس”.

وتشن إسرائيل عدوانا على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، خلّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، ودمار هائل بالبنية التحتية.

وكانت مؤسسة سيناء قد نشرت على موقع إكس أنها حصلت على مواد مصورة حصرية بتاريخ اليوم 16 فبراير، تظهر استمرار السلطات المصرية في بناء منطقة أمنية عازلة محاطة بأسوار بمساحة 19 كم مربع، في مدينة رفح المصرية شرقي سيناء، حيث توضح الصور وصول عملية تجهيز التربة لوضع الجدار المكون من قوالب اسمنتية جاهزة بالقرب من السياج الحدودي الفاصل بين مصر وإسرائيل.

ولفتت المنظمة أن الصور الجديدة تعزز ما نشرته المؤسسة استناداً لمصادر ذات صلة و أكدته لاحقا وسائل إعلامية دولية، بالبدء في إنشاء منطقة معزولة محاطة بأسوار على الحدود مع قطاع غزة بهدف استقبال لاجئين “حال حدوث عملية نزوح جماعي من سكان القطاع”.

alarabicpost.com

موقع إخباري عربي دولي.. يتناول آخر الأخبار السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية، إضافة إلى التحقيقات وقضايا الرأي. ويتابع التطورات على مدار 24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى