خوفا من المواجهة.. خلاف بين الجيش والحكومة الإسرائيلية حول آلية إيصال المساعدات لغزة.. العسكريون يرفضون الإشراف على إدخالها

كشف تقرير نشرته صحيفة Haaretz الإسرائيلية، يرفض جيش الاحتلال الإشراف على إيصال المساعدات لغزة، مطالباً القيادة السياسية باتخاذ قرار بشأنها، معتقداً أن حوادث مماثلة كتلك التي وقعت يوم الخميس 29 فبراير الماضي، سوف تتكرر.

وكانت وزارة الصحة في غزة، قد أعلنت عن قُتِل ما لا يقل عن 116 شخصاً في الحادث أثناء محاولتهم الوصول إلى شاحنات المساعدات ” الطمين” التي كانت قوات الجيش الإسرائيلي تؤمّن قافلتها.

في الأسابيع الأخيرة، حذر الجيش الإسرائيلي القيادة السياسية، في الأسابيع الأخيرة، من أنه إذا لم يُتخَذ قرارٌ بشأن كيفية إيصال المساعدات لغزة، فإنَّ ما أسماها بـ”شرعية استمرار القتال ستضعف في نظر الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عامةً”.

وأضاف التقرير أن هذه القضية طُرِحَت مرات عدة على طاولة الحكومة الإسرائيلية والمجلس الوزاري الحربي، وتجري مناقشات حولها أيضاً مع الولايات المتحدة ومصر والأردن، التي تعمل على زيادة المساعدات للقطاع، مع التركيز على الشمال.

يذكر أن الولايات المتحدة بدأت، يوم السبت 2 مارس، بإسقاط المساعدات الإنسانية على القطاع باستخدام طائرات النقل.

وقال مسؤولون أمريكيون إنهم أسقطوا إجمالي أكثر من 38 ألف وجبة جاهزة، وسيعملون على إسقاط المزيد في الأيام المقبلة.

الجيش يعارض الإشراف على إيصال المساعدات لغزة

وأكدت التقارير أن الجيش يعارض موقف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي اقترح في الماضي أن يكون الجيش الإسرائيلي هو من يتولى إيصال المساعدات لغزة. ووفقاً لهم، فإنَّ دخول القوات بشاحنات المساعدات، بطريقة تجعلهم على اتصال مباشر بمئات الآلاف من سكان قطاع غزة، من شأنه تعريض حياة الجنود للخطر.

ولفتت التقارير إلى أن بعض وزراء الحكومة الإسرائيلية يرفضون مشاركة حماس في إيصال المساعدات لغزة وتوزيعها؛ لأنَّ هذا التدخل، حسب رأيهم، سيسمح لها بالسيطرة على السكان.

من جانبها، اقترحت المؤسسة الأمنية عدة خيارات أخرى لتقديم المزيد من المساعدات للقطاع، بما في ذلك نقل المسؤولية إلى رجال الأعمال الفلسطينيين الذين سيكونون قادرين على نقل الشاحنات في أنحاء القطاع. والحل الآخر الذي طُرِح هو نقل المساعدات عن طريق البحر، حيث ستُفرَّغ شحنات المساعدات في منطقة الإرساء في مدينة غزة وإرسالها من هناك إلى مناطق أخرى.

بينما رأى الجيش الإسرائيلي، طبقا للتقارير أنَّ حل قضية المساعدات هذه يمثل ورقة مساومة في المفاوضات مع حماس حول صفقة “تبادل الرهائن”، لكن الآن، بعد أن سرب القادة السياسيون أجزاءً من النقاش ومواقف الوزراء، يقدر كبار المسؤولين العسكريين في م قف صعب.

وقال المسئولون إنه إذا قبل الجيش الإسرائيلي -المسؤول الآن عن دخول المساعدات- فإنَّ السنوار سيدرك أنَّ إسرائيل قدمت له ورقة بلا مقابل، وسوف يشدد شروط الصفقة.

وبحسب التقارير، لم يُقيِّم الجيش الإسرائيلي في البداية التداعيات السلبية على المستوى الدولي التي سيجلبها عليه حادث المساعدات الذي وقع يوم الخميس 29 فبراير. فمن وجهة نظر المجتمع الدولي، السؤال الأهم هو كم عدد الفلسطينيين الذين قتلوا بسبب إطلاق النار غير الضروري؟