نظم مركز أبوظبي للغة العربية، مساء امس السبت، بالقاعة الذهبية في قصر محمد علي بالعاصمة المصرية، القاهرة، حفل توقيع وندوة، حول كتاب “الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية”.. لمؤلفه الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
أدارت الندوة الإعلامية الكبيرة منى الشاذلي، والتي أثنّت على الكتاب وفكرته، ووصفته بأنه إصدار مهم للغاية، وهنأت الدكتور جمال السويدي على إنجاز هذا الكتاب، متمنيةً له المزيد من التوفيق في أعماله المستقبلية لإثراء المكتبات العربية والعالمية، وركزت في أسئلتها للمشاركين على بناء الإنسان والتسامح في رؤية رئيس دولة الإمارات، للنهوض بالدولة ومواطنيها.
شارك في الندوة وحفل التوقيع الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية وأسامة هيكل، وزير الإعلام السابق في مصر، وحضرها نخبة كبيرة من المثقفين والإعلاميين من مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وشهدت الندوة مناقشة وقراءة للكتاب الذي حظي باهتمام كبير في الدوائر الثقافية، وبتغطية إعلامية واسعة من العديد من الصحف والمواقع والقنوات الإماراتية والمصرية، وذلك لأهميته من الناحيتين السياسية والثقافية.
وقام الدكتور جمال السويدي بالتوقيع على عدد من نسخ الكتاب، وأشاد، في تصريحات على هامش حفل التوقيع، بالعلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، ووصفها بأنها علاقات وثيقة ومبنيّة على الاحترام والتقدير المتبادل والمصالح المشتركة، ومرشحة دائماً للنمو والازدهار، وتحمل آفاقاً واعدة للبلدين الشقيقين في مختلف المجالات، في ظل العلاقات الأخويّة الطيبة بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وقال السويدي، إنني أقدمت على تأليف هذا الكتاب الاستراتيجي المهم لدوافع وطنية خالصة، وأهداف عامة نبيلة، منها أن السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، نموذج للقيادة الفذّة والملهمة، التي تستحق الكتابة عنها عشرات الكتب، وليس كتاباً واحداً فقط، لتكون نبراساً للأجيال الحالية والقادمة، للتعرف على الدور الكبير الذي يقوم به من أجل النهوض بالدولة على المستويات كافة.
وأضاف أن الكتاب المكوّن من مقدمة وأربعة فصول وخاتمة، يتناول محطات المسيرة السياسية والعسكرية والإنسانية العظيمة لصاحب السمو، رئيس الدولة، حفظه الله، مؤكداً أنه التزم بأقصى درجات الحيادية والمصداقية والموضوعية في تأليفه هذا الكتاب المهم.
وأوضح السويدي أن الكتاب يشرح كيف أن سياسات ومبادرات رئيس الدولة، أحدثت نقلة نوعية للدولة في مجالات تطوير التعليم وتنويع مصادر الاقتصاد وتوطين الصناعات العسكرية وتطوير القوات المسلحة، بالإضافة إلى نشر التسامح وصناعة السلام العالمي، فضلاً عن دوره المحوري في إنقاذ الإمارات والمنطقة من جماعة الإخوان المسلمين.
وأشار السويدي إلى أن الكتاب يشرح كيف تجذّرت قيم التسامح وقبول الآخر، وحب العطاء في وجدان رئيس الدولة، حتى أصبح أيقونة العمل الإنساني محلياً ودولياً، امتداداً لإرث الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، قائلاً: إن الكتاب يتّسم بالأسلوب العلمي الرصين، وقد راعيت أن تكون كل كلمة فيه مكتوبة بميزان دقيق وحسّاس، لضمان تحقيق الهدف الوطني المرجو منه.
من جهته، أكد الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أن الكاتب جمع في كتابه بين البعدين التاريخي والتكويني، واستطاع أن يُظهر تأثير التراث الحضاري والثقافي لدولة و”إرث زايد” على رئيس الدولة، لاسيما في الاهتمام بالعمل الخيري والإنساني، والحفاظ على البيئة، مشيراً إلى أن السويدي خصص جزءاً كبيراً، من الكتاب لمرحلة التأسيس ومرحلة التمكين ومرحلة الحضارة، وكلها مراحل عايشها الكاتب، موضحاً أن السويدي توقف ملياً حول فكرة الأصالة والحضارة، وكان يؤكد أنه لا يريد أن يلقي بالمواطنين في المعاصرة، ولكنه كان يريد أن يجلب لهم المعاصرة.
وأشار إلى أن الدكتور جمال السويدي تتبّع في الكتاب شخصية الشيخ محمد بن زايد، منذ الطفولة، وما اكتسبه من معارف وخبرات، وما نهله من مدرسة الأب المؤسّس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مشيداً بعنوان الكتاب وتركيز مؤلفه على مسيرة رئيس الدولة، والإضاءات الإنسانية فيها، واصفاً صياغة عناوين الكتاب بأنها صياغة فنية وموفقة، لافتاً إلى أن ذلك واضح من قائمة المحتويات، مروراً بصياغة الإهداء، فهو إهداء رشيق مكثّف ورائع.
من جانبه أشار وزير الإعلام المصري السابق أسامة هيكل، إلى أن انعقاد هذه الندوة في القاهرة تأكيد لقوة ومتانة العلاقات المصرية الإماراتية على المستويين الشعبي والرسمي، مشيراً إلى أنها علاقات على المستوى الشعبي، وليست على المستوى الرسمي فقط، قائلاً: “رأيت العديد من المواقف التي كان فيها الشيخ زايد آل نهيان داعماً لمصر، والآن يستكمل ابنه الطريق، ودون الدخول في تفاصيل نحن أمام عصر يمتد من الشيخ زايد، خاصة التعاون مع مصر”.
وأضاف هيكل، أن الكتاب يعد روشتة مهمة لكل دولة تريد أن تتقدم وتتطور ويكون لها مكانة لائقة بين دول العالم، مؤكداً أن الشيخ محمد بن زايد، لديه رؤية شاملة وسليمة، تتضمن أربعة جوانب، هي، السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني، واصفاً هذه الرؤية بأنها ناجحة، لأن نتائجها إيجابية على دولة الإمارات العربية المتحدة ومواطنيها وكذلك المقيمين فيها.
وأشار هيكل إلى أن الكتاب يركز على التعليم الحديث القائم على الإبداع والابتكار وأحدث الوسائل التعليمية والتربوية الحديثة، دون إهمال القيم الأخلاقية، قائلاً: إن أصل الكتاب هو التعليم، مضيفاً: لقد لمست بنفسي، عندما كنت في الإمارات، الرضاء الشعبي الكبير عن صاحب السمو، رئيس الدولة، حفظه الله، وسياساته ومبادراته، مشير إلى أن هذا الرضا هو أحد أهم معايير نجاح القائد.
وتطرق المتحاورون إلى مغزى ودلالات اختيار مصر ضيف شرف معرض أبوظبي الدولي للكتاب واختيار الأديب المصري نجيب محفوظ ليصبح شخصية المعرض.
وأكد علي بن تميم أن معرض أبوظبي للكتاب اختار مصر ضيف شرف المعرض واختار الأديب العالمي المصري نجيب محفوظ الشخصية المحورية للمعرض مرجعاً ذلك لثقل مصر الثقافي، واهتمام الإمارات بالثقافة العربية والعالمية وتقديرها للثقافة المصرية.
وقال أسامة هيكل، إن الكتاب روشتة مهمة لكل دولة تريد أن تتطور وتتقدم ويكون لها مكانة لائقة بين الدول.
واختتمت الإعلامية المصرية الكبيرة منى الشاذلي، الندوة بالإشارة إلى صورة جمعت بين شيخ الأزهر وبين البابا فرنسيس، وقرأت فقرة من وثيقة الأخوة الإنسانية التي تضمنها الكتاب ضمن ملاحقه، وقالت ما أحوجنا اليوم إلى ترجمة هذه الوثيقة وإلى تفعيلها، وإرسالها للأمم المتحدة فهي خير دليل على دور الإمارات ورؤيتها في مواجهة ما تشهده المنطقة الآن وحرب غزة.