حكاية إبداع عميد الحفارين في مصر د. عبدالوهاب عبدالمحسن!!
عميد الحفارين د. عبدالوهاب عبدالمحسن استاذ الحفر بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنصورة سابقا، ابن هذه الارض الطيبة يملك شهامة اهل الريف وطيبتهم وصلابتهم وحسن تصرفهم وابتكارهم لما يحتاجون اليه من ادوات وآلات يستعيضون بها عما لا يكون متوفرا لديهم..فلا شىء يوقفهم لتحقيق أفكارا تخيلوا انه يمكن تحقيقها بل تصوروا ان نتائجها باتت بين ايديهم..
حين يتكلم لا تملك الا ان تنظر اليه مشدوها من حسن بيانه وسلاسة افكاره وبساطة منطقه..يقول عن نفسه اسعد لحظاتى حينما اقف على الارض حافياً الامسها وتلامسنى..وكأن هناك سر بينها وبينه تستشعر دفء جسده ونبضه فتتعرف عليه وتبوح له بكل اسرارها..
فهو الذى لم يتنكر لها يوما ولا يجد راحته الا تحت شجرة غرست فى اعماقها مذ كان طفلا يجرى ويرمح فوقها بكل طاقته وحين اصبح استاذا جامعيا ظل على عهده بها يناجيها وتناجيه..يسر اليها وتسر اليه..
يستوحى كل افكار اعماله منها ومن كل دابة تتحرك على ظهرها عدا البشر..ومن كل حجر ومدر ..يرسم حين يرسم لنفسه وليس للناس..اذا استطاع ان يقبض على الفكرة ويبسطها على لوحته كما لاحت فى خياله فقد بلغ مراده ولا يعنيه اي اقتناء او بيع او شراء..
يقول حينما اكون داخل مرسمى اكون دكتور عبد الوهاب وحين اخرج الى ناسى واهل قريتى فأنا الحاج عبد الوهاب بكل خصائصها ومتطلباتها الاسرية والاجتماعية..حضرت له أخر معرض بجاليرى ضى بالزمالك وانبهرت باعماله وافكارها الرائعه وتكنيك تنفيذها وهذا الكم الرائع من اللوحات ذات الاحجام الكبيرة التى تطلب جهدا جبارا وشاقا، وقد جاوز السبعين فضلا على التكلفة المرهقة جدا فى وقت قد تضاعفت فيه اسعار الخامات الفنية ووصلت لمستويات قياسة..
اذا هو طوال الوقت يعطى دروسا عن غير قصد ويعلم دون خيلاء..د.عبد الوهاب ومن هم علي شاكلته يعطوننا شعورا بالطمأنينة والامان ويبعثون برسالة ان بلدا ذاخرا بهذا القمم العلمية والفنية والمعرفية لا يمكن ان نخشى عليها تراجعا او ضياعا..
مصطفى الشيخ
رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير