أسباب تصعيد ترامب للهجته ضد مصر والأردن والمخطط العربي لمواجهته؟!

أعتقد أن ترامب يدرك منذ البداية صعوبة تحقيق طرح تهجير سكان غزة، لكنه يدفع الدول العربية إلى التدخل المباشر فيما فشل فيه جيش الاحتلال من القضاء على القضية الفلسطينية والمقاومة وعلى رأسها حماس..
فبعدما ألقى ترامب كرة اللهب وكرر مطالبه العلنية لمصر والأردن بضرورة قبول تهجير أهل غزة إليهما، وسيطرة بلاده على القطاع، وأن الفلسطينيين لن يرجعوا ليعيشوا في القطاع بعد إعادة الإعمار، أصبح الجميع في انتظار ما ستقدمه الدول العربية من بدائل لإعادة الإعمار وإدارة قطاع غزة ، وطرح بدائل للسلطة الفلسطينية تكون أكثر تجاوبا وخنوعا وسيطرة على القطاع..
فقد استخدم ترامب سياسة التصعيد والهجوم والتهديد بوقف مفاوضات وقف إطلاق النار، وهي نفس السياسة التي استخدمها سابقا مع كندا والمكسيك وبنما والصين سابقا وحتى مع أوروبا وأوكرانيا في المستقبل .. ومن ثم عاد وخفف من حدة الضغوط بعد أن حصل على بعض المكاسب لعلمه أنه سيخسر كثيرا لو دخل في معارك مع أطراف متعددة ..
واصبح على الحكام العرب بأن يكونوا واضحين بشأن الخطوات التي يعتزمون اتخاذها وما سيطلبونه من الإدارة الأمريكية لاتخاذ تلك الخطوات، وبخاصة الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي فلابد وأن يخبروا العالم كله وترامب بوضوح وبشكل مباشر بأنهما لن يفعلا ذلك، وأن امنهم القومي معرض للخطر بسبب التهجير، حتى تتحرك المناقشات في اتجاه آخر أكثر فاعلية، خاصة أن أوروبا ترفض خطة ترامب وهناك دول منها تؤيد حق عودة الفلسطينيين، إضافة إلى الصين وروسيا.. وهناك بالفعل انتقادات في المجتمع الدولي باعتبار أن هذه الخطة هي تطهيرا عرقيا.
كما أن على دول الخليج العربي أصدقاء ترامب السابقين أن يدركوا أن وقوفهم مع مصر والأردن ووقف مخطط ترامب ونتنياهو ووقف عملية التطبيع التي كانوا يتساقطون فيها واحد تلو الأخر ، هو حماية لهم من استغلال ترامب لهم مستقبلا سواء في إعمار غزة أو في عملية دعم الاقتصاد الأمريكي من خلال الاستثمار في المشاريع بها كما طلب سابقا.
شريف حمادة
كاتب وصحفي مصري