الأمويون..وكهنة السيسي
كان النبي ومن بعده الشيخين يصلون الجمعة ثم تذاع الخطبة..
كثر الناس على عهد عثمان، ورأى أنهم لا يدركون الصلاة..
فخطب ثم صلى..
وعندما جاء الإمام علي بن أبي طالب أعاد السنة مرة أخرى.
الصلاة ثم الخطبة..
ثم جاء الأمويون ولاحظوا أن الناس يغادرون بعد الصلاة تبرما من خطبهم السياسية الموجهة، فقرروا أن يقلبوا السنة مرة أخرى..
الخطبة أولاً ثم الصلاة.
امتنع الناس عن القدوم إلى المسجد يوم الجمعة..
لم يستسلم الأمويون..
وعدوا الناس بالجنة على الأرض وفي السماء إذ هم استمعوا إلى الخليفة..
قاموا بوضع أحاديث نسبوها إلى النبي بأنه أمر بإحراق بيوت تاركي صلاة الجمعة!!
اضطر الناس إلى الجلوس والاستماع!
مرت شهور وسنوات وتراكمت الخطب..
استمعوا كثيرا..
وكلما استمعوا أكثر ضلوا أكثر.
وهكذا الناس الآن في بلادي..كلما انصتوا لكهنة الحاكم ومطبليه على الشاشة كلما ضلوا أكثر…لذلك كانت الاذرع الإعلامية أولى أدوات السيسي حين انقلب على الحكم فعلوا الباطل حقا والحق باطلا وشغلوا الماس بتوافه الأمور وزينوا لهم الفحش والمعصية ودراما زنا المحارم والعنف والبلطجة والتفكك ولم تسلم خطبة الجمعة التوجيهات حتى وصلنا في أحد الأيام لمنع الدعاء على الظالم الذي هو الحاكم بعينه ومعاونيه بالطبع..وصار كل من ينتقده من اهل الشر ، بل وصرح ذات مرة بوضوح بأن من سيقترب من كرسيه سيمحوه من الوجود وان بديل الاستسلام لظلمه هو القتل ، وهي حالة عجيبة لم يعرفها التاريخ المعاصر، لكنها على أي حال نجحت حتى اللحظة في تحقيق أهدافها بعد ان قرأ الحاكم تاريخ الشعوب جيدا، وخصوصا الشعب المصري وادرك جيدا ان السوط والتنكيل وافساد قومه وحاشيته واغراقهم في الملذات هما الطريق الوحيد للسيطرة على أكثر من مائة مليون من قطيع الضأن الذين سهل هشهم بعصا غليظة وسط حراسة الكلاب والتخويف من الذئب..دون ان يدركوا ان الذئب نفسه هو حارسهم وأنه سيأكلهم بالتدريج ولن يترك لهم الفتات!!!
هشام لاشين
كاتب وصحفي مصري