حكاية جماعات الدم والإرهاب مع جريمة قتل الشيعة الأربعة !! ( ١ )

فى مثل هذا اليوم .. الثالث والعشرون من يونيو عام ٢٠١٣ أى قبل أسبوع واحد فقط على ثورة الثلاثون من يونيو التى أطاحت بجماعة الإخوان الإرهابية كانت مصر على موعد مع أكبر جريمة فى العصر الحديث حين قامت الجماعات المتشددة التى ترفع شعار الدم والعنف بقتل أربعة عناصر من الشيعة على رأسهم زعيم الشيعة فى مصر وهو الشيخ حسن شحاتة .. لم تكن مجرد جريمة قتل إرتكبتها عناصر دموية وضيعة ولكنها كانت واقعة تشير إلى مدى إجرام تلك الجماعات المشبوهة الذين مثّلوا بجثامين الضحايا بصورة شديدة البشاعة والإجرام .. واليوم ننشر لكم الجزء الأول من تفاصيل تلك العملية الإجرامية على أن نستكمل تفاصيلها غدا بإذن الله ..
اليوم : الأحد
التاريخ : ٢٣ يونيو ٢٠١٣
المكان : قرية ” زاوية أبو مسلم ” .. مركز أبو النمرس .. محافظة الجيزة
الحدث : أبشع جريمة شهدتها مصر فى العصر الحديث
*المشهد الأول
__________
عقب صلاة ظهر يوم الثلاثاء الموافق ١٨ يونيو ٢٠١٣ تلقى الشيخ حسن شحاتة زعيم الشيعة فى مصر إتصالاً هاتفياً من الحاج ” فرحات على محمد ” وهو أحد أعيان قرية زاوية أبو مسلم بمركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة وأحد المنتمين للمذهب الشيعي فى هذه القرية ومعه نحو عشرون أسرة أخرى تنتهج نفس النهج ، وهى قرية يعانى أهلها من فقر وجهل شديدين.
خلال المكالمة تلقى ” شحاتة ” دعوة من الحاج فرحات لتناول الغذاء معه يوم الجمعة القادم الذى كان يوافق ٢١ يونيو ٢٠١٣ بمناسبة تجهيز شقة نجله ” محمد ” الذى ينوى الزواج قريباً ، ورحب شحاتة بالدعوة غير أنه فضّل تأجيلها ليوم الأحد ٢٣ يونيو ٢٠١٣ لأن هذا اليوم سيوافق ١٤ شعبان سنة ١٤٣٤ هجرياً أى ليلة النصف من شعبان لإحياء هذه الليلة الجليلة وأيضا لإحياء ذكرى مولد ” الإمام المهدى ” التى تصادف هذا اليوم أيضاً _ وهو الإمام محمد بن حسن المهدى الإمام الثانى عشر والأخير عند الشيعة الأثنى عشرية الذى يعتقدون أنه سيأتى ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أم مُلئت ظلماً وجوراً.
إنتهت المكالمة على هذا الموعد الذى حدده الشيخ حسن شحاتة ، وهو لا يدرى ماذا تخبأ له الأقدار فى هذا اليوم ؟!.
بالفعل قام الشيخ حسن محمد شحاتة بالترتيب لهذه الزيارة وإتفق مع شقيقه ” شحاته ” البالغ من العمر ٥٥ عاماً وأثنين آخرين من أتباعه وهما عبدالقادر حسنين عمر ٤٥ سنة وعماد منجى أبو مشرى ٥٨ سنة ، على مصاحبته فى زيارة الحاج فرحات لتهنئتة بقرب عُرس نجله والإحتفال بليلة النصف من شعبان ، وأيضاً لإحياء ذكرى مولد الإمام المهدى.
*اليوم الموعود
__________
وجاء اليوم الموعود وذهب الشيخ حسن شحاتة مع صحبته إلى منزل الحاج فرحات بقرية زاوية أبو مسلم بمركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة ، ووجد أهل الدار جميعاً فى إنتظاره وإستقبلوه بفرحة غامرة وبحفاوة بالغة وقاموا بتقبيله تبركاً به فهو بالنسبة لهم رمزاً دينياً كبيراً ، وعبّر شحاتة عن أمتنانه وسروره بكلمات أثنت على الجميع وحين علِم بأن ” الحاجة سعدية ” كبيرة الدار صائمة طلب منها الدعاء لها ثم صعد للدور الأعلى من الأرضى مباشرة حيث شقة العريس وردد ومن معه ومعهم الحاج فرحات ومحمد نجله وأثنين آخرين من أقاربه التحية المعتادة وهى : ” أللهم صلى على سيدنا محمد ، وعلى آل سيدنا محمد ، أشرف الخلق سيدنا محمد ” ، ثم هنأ العريس على الشقة تلك التهنئة التى كانت مصحوبة بإحدى الهدايا.
دخل حسن شحاتة فى حوار مفتوح مع رفاقه فى الوقت الذى كانت سيدات أهل الدار يقمن بإعداد الطعام الشهى للضيوف وبالفعل تجمع الرجال الثمانية على مأدبة الغذاء وتنالوا معاً آخر طعام لهم سوياً وهم لا يدركون بما يحاك ضدهم من مؤامرات خارج هذا المنزل الذى يجمعهم.
وقد يرى البعض أن شحاتة خاطر بحياته وبحياة من معه خاصة وأنه يعلم جيداً أن هناك حالة إحتقان شديدة ضد الشيعة فى هذه القرية وسبق أن قام بنفسه بتقديم بلاغات ضد الممارسات والمضايقات التى يتعرض لها شيعة أهل القرية ، ولكن هذه الزيارة لم تكن الأولى للقرية بل سبقتها زيارات أخرى فضلاً أنه يعلم جيداً أن فرحات هو واحد من كبار القرية وعائلته كبيرة وسوف يوفر الحماية لهم فى حالة حدوث أى مشكلات.
*أباطرة الدم
________
ما أن وطأ حسن شحاتة القيادى الشيعى بقدماه الى القرية وشاهده الكثيرون من الأهالى وهم يعرفونه جيداً ووصل خبر قدومه إلى قيادات الإخوان والسلفيين والذين وجدوها فرصة لتنفيذ مخططهم المشبوه ويثبتوا أن لهم أنياب يرهبون بها أعدائهم ولديهم من القوة والقدرة والعنف ما يجعلهم قادرون على قهر كل من يقف حائلاً ضد وجودهم فى السلطة أو يهدد عرش رئيسهم محمد مرسى.
وقام أباطرة الدم بتجمبع أنفسهم وأشعلوا نار الفتنة بين أهالى القرية وراحوا يروّجون فى أرجاء القرية أن حسن شحاتة يقوم الآن ومعه أتباعه الشيعيين الكفرة بإقامة طقوسهم المشبوهة ويقومون كذلك بسب الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما يسبون أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها فضلا عن سب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبخاصة سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه وسيدنا عمر بن الخطاب رضى الله ، فضلاً عن أنهم يضعون خطة النزول والحشد لمظاهرات الثلاثين من يونيو التى سوف تشهدها البلاد بعد أسبوع واحد بالتمام والكمال من هذا اليوم والتى ستطالب بإسقاط حكم مرسى ومن ثم إسقاط حكم الدين وتقديم السلطة لأعداء الإسلام على طبق من فضة.
وصدرت الأوامر للعناصر التابعة للتنظيم الإخوانى والسلفى بالإحتشاد أمام منزل فرحات وهم مدججون بكل الأسلحة المتاحة ومن لم يكن معه سلاح يأتى ومعه العصى والشوم والهراوات والمواسير الحديد مع حث الأهالى على الحضور إلى المكان الموعود للدفاع عن الإسلام فالشيعة يقومون الآن بممارسة كل الطقوس التى تتنافى مع الدين ومعهم الكافر الأعظم حسن شحاتة الذى يقودهم نحو الفسق والضلال .
فى تمام الساعة الثالثة عصر ذلك اليوم المشئوم تجمع أمام منزل فرحات نحو ١٥٠٠ شخصا من الإخوان والسلفيين وأعلى القرية المنساقون وراء أكاذيب وإفتراءات جماعات الدم والإرهاب وأخذوا يرددون ” الشيعة كفرة ” ، وأيضاً ” إقتلوه .. إدبحوه ” .. وبالطبع فهم يقصدون الشيخ حسن شحاتة ذلك الرجل البالغ من العمر ٦٥ عاماً !!.
إستشعر حسن شحاتة ومن معه الخطر وقرر أن يخرج لهؤلاء المحتجون على وجوده لكى يمنع الأذى عن رفاقه وللتحدث معهم علّهم يرجعون عن ما هم مقدمون عليه ، غير أن مؤيديه منعوه من فعل ذلك وتوجه الحاج فرحات إلى المعتصمون أمام منزله وحاول التحدث معهم بهدوء ، فقال أحد السلفيين سلمنا حسن شحاتة ومن معه لنا وستظل أنت وأسرتك فى أمان ، رفض الرجل قائلاً : على جثتى أن أقوم بذلك فالشيخ حسن شحاتة ومن معه ضيوف عندى ولن أسمح بذلك مطلقاً ، كل ما يمكن أن أقوم به هو أن تقوموا بتشكيل مجموعة منكم للتحدث مع الشيخ فوق سطح المنزل فهو يرغب فى ذلك ، لكنهم رفضوا هذا العرض وقالوا لن نتحدث مع هذا الزنديق المارق وأصروا على هم عازمون عليه فالأوامر صدرت بتصفية الرجل ، وعندما رفضوا ذلك طلب فرحات منهم أن يخرج الشيخ ومن معه إلى خارج القرية فى أمان وتنتهى الأزمة غير أنهم رفضوا ذلك أيضاً.
.. وللحديث بقية غدا
بقلم : عبدالناصر محمد
كاتب صحفى مصرى