مقالات

حكاية جماعات الدم والإرهاب مع جريمة قتل الشيعة الأربعة !! ( ٢ )

فى الجزء الثانى والأخير من مجزرة الجماعات التكفيرية ضد ٤ من الشيعة من بينهم زعيم الشيعة فى مصر الشيخ حسن نواصل سرد تفاصيل تلك العملية شديدة الإجرام حيث أنه حين رفض صاحب الدار الذى كان يستضيف هؤلاء الضحايا تسليمهم لأباطرة عاد إلى منزله وأغلق أبوابه الحديدية بإحكام ، وفى هذه الأثناء قام حسن شحاتة ورفاقه بالإتصال بالأجهزة الأمنية فى محاولة لإنقاذ حياتهم ونجدتهم من الهلاك المحقق الذى ينتظرهم على أيدى قراصنة الدم والإرهاب ، صاحب ذلك قيام بعض الأهالى من عقلاء هذه القرية بالإتصال بشرطة مركز أبو النمرس لحثهم على سرعة القيام بواجبهم وتوفير الحماية لهؤلاء الأشخاص الذين يتعرضون للموت المحقق وتخليصهم من أيدى تلك الفئات المتشددة التى تنوى قتلهم.

*الأمن المفقود
_____________

وبالفعل إنتقلت قوة كبيرة من مديرية أمن الجيزة تضم قيادات أمنية كبيرة وعدد ثلاث عربات أمن مركزى وحاولوا إختراق الحشود الموجودة بالقرية وتوجهت القوة إلى منزل الحاج فرحات ، غير أن المحتشدين اشتبكوا معها وقاموا بالتعدى على أفرادها فكانت المفاجأة بل والصدمة التى أظهرت مدى الضعف الأمنى فى تلك الفترة العصيبة من عمر الوطن حيث إنسحبت القوة من القرية وتمركزت على حدود تلك القرية تاركة الضحايا فريسة سهلة لأباطرة العنف.
وفى الوقت نفسه قام  حازم بركات الناشط السياسى والإعلامى بمحاولة منع وقوع تلك الجريمة خاصة وأنه سبق وأن حذر من وقوعها حيث رصد أكثر من مرة تحرش السلفيين والإخوان بالشيعة ورصد ذلك من خلال العديد من المواقف التى قام بتصويرها والتى بثها على صفحات التواصل الاجتماعي ،وقام كذلك بالإتصال بالمدعو ” عواد ” المسئول عن حزب الحرية والعدالة بالقرية وطلب منه سحب عناصر الإخوان والتى تلعب دور كبير فى تأجيج الصراع الدائر والعمل على محاولة تهدئة تلك الأوضاع الساخنة ، ولكنه غير مدرك أن قيادات عواد نفسه هم وراء هذا العمل الإجرامى.
وفى الوقت نفسه قام بركات بمقابلة قائد القوة الأمنية الموجودة بالقرية قبل إنسحابها وحذره من أن تلك الحشود سوف تفتك بالناس المحتجزة داخل المنزل ، وكان رد ذلك المسئول ” هنعمل ايه الناس بيضربونا ” .. وخرج من القرية ومعه القوات.
الجريمة والتمثيل بالجثث
___________
قام أباطرة الدم بعدة محاولات لإقتحام المنزل ونجحوا أخيرا فى كسر الباب الحديد الرئيسى للمنزل وأخرجوا النساء الموجودات داخل الدار وألقوا بالأثاث والطعام فى الشارع ، وفى المقابل تحصّن الضحايا فى الدور الأعلى من المنزل وأصبح يفصلهم عن الطغاة باب حديد آخر.
ولمّا فشل الجناة فى تكسير الباب الآخر قاموا بإلقاء زجاجات مولوتوف وألقوا بها داخل المنزل فيما تمكن البعض من الصعود فوق سطح المنزل وإستخدموا ” المطارق الحديدية ” فى محاولة لهدم السقف فوق رؤوس الضحايا الذين لا حول لهم ولا قوة ، وإستطاعوا إحداث فجوة كبيرة وشاهدوا الضحايا وهم مذعورين وقال أحد الجناة ” هتموتوا يا كفرة يا ولاد الكلب “.
ثم ألقوا الزجاجات الحارقة من تلك الفجوة فأشتعلت النيران فى ملابس أحد الضحايا وأصيب الآخرون بحالة إختناق شديدة.
وفى النهاية تمكن قراصنة الدم من تحطيم الباب الحديدى ثم كانت المواجهة المباشرة مع هؤلاء الضحايا والذين هوت على رؤوسهم الهراوات والشوم والمواسير الحديد لدرجة أنهم شوّهوا تماما وجه أحدهم وهو عماد منجى أبو مشرى واستسلم الضحايا  تماما فقام الجناة بتوجيه ضربات قاتلة إلى الشيخ حسن شحاتة والثلاثة الآخرون المقيمين خارج القرية بلا أى هوادة أو رحمة و لم يرحمهم صراخهم أو كبر سنهم إلى فارقوا الحياة.
لم يكتف هؤلاء البشر الذين هم أشبه بكلاب مسعورة تُجهز على فريستها بقتل الأربعة مسلمين وعلى رأسهم حسن شحاتة وشقيقه وبكل من عبدالقادر حسنين عمر وعماد منجى أبو مشرى بل قاموا بالتمثيل بالجثامين الأربعة وقاموا بسحلها والطواف بها فى حارات وأزقة تلك القرية فى مشهد بشع غير إنسانى مطلقاً ، والغريب أن كل ذلك حدث وسط فرحة وتهليل من الأهالى بل وزغاريد من النساء والكل كان يردد ” الله أكبر ” وأيضا ” بالروح .. بالدم .. نفديك يا إسلام ” !! ، وأخرجوا الجثامين الأربعة إلى قوات الأمن المتمركزة خارج القرية والذين قاموا بنقل الجثث الهامدة إلى مستشفى الحوامدية.
هذا هو إسلام تلك الفئات الدموية الضالة الذين أفلتوا من العقاب ولكن ينتظرهم عذاب أليم يوم الحساب.

          بقلم : عبدالناصر محمد
           كاتب صحفى مصرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى